مصائب لا حصر لها
- انهيار العائلة
تنتهي عادة الحياة العائلية للمدمن بالانهيار. وكثيرا ما
تكون المخدرات سببا للطلاق. فالأب المدمن (أو الأم
المدمنة) يهدم بيت الأسرة. ليس – فقط - بسبب التقصير في
الواجبات تجاه العائلة، بل لأنه أصبح عبئا على هذه الأسرة،
لا يهمه أمرها، يكذب عليها، يبذر أموالها، وربما يسرقها.
- فقدان الأصدقاء
يفقد المدمن أصدقاءه، ليس الأصدقاء القدماء فقط، وإنما
حتى أولئك من تعرف عليهم في طريق المخدرات. لان هؤلاء لا
يرغبون في مصاحبة شخص كل حياته عبارة عن مشكلة كارثية. حيث
أن مخالطة المدمن تجلب الشبهات، و لا احد يستطيع أن ينفق
على صديق مفلس، و لا يستطيع تسديد ديونه المتراكمة.
وأنواع كثيرة من المخدرات تجعل متعاطيها بليدا، ومن ذا
الذي يصادق البليد؟ فضلا على أن إهمال المدمن لنفسه يجعله
رث الثياب، قذر الجسم، منكوش الشعر، ويحمل وجه المدمن
ملامحًا تحوي بأنه مجرم، الأمر
الذي يجعل الناس تنفر منه، حتى على مستوى الجلوس بقربه في
وسائل المواصلات.
- المرض
تعاطي المخدرات يعني المرض الحتمي. فالأمراض النفسية
التي تسببها المخدرات لا حصر لها، وبعض أنواع المخدرات لا
توصل إلا إلى مكان واحد هو مستشفى المجانين.
ومما أثبتته الدراسات العلمية والتجارب المختلفة أن
المخدرات تتسبب في أمراض نفسية لا حصر لها. فأقلها التأثير
على الذاكرة والإصابة بالتبلد. ومنها التفكّك في الشخصية
وانفصامها. تقلب في المزاج والإصابة بالانفعالات المتضادة
كالضحك والبكاء في نفس الوقت. فقدان القدرة على التوازن
والنطق السليم. الإصابة بحالة من الهلوسة. سيطرة
بالاكتئاب. اضطراب الشعور بالزمن والمسافات.
وبعض أنواع المخدرات تسبب في ما يعرف بـ"الاخاييل" بكل
أنواعها السمعية والبصرية واللمسة. فيشعر المدمن بأن كل ما
يحيط به يتحرك، وبأن حشرات صغيرة تزحف على جلده وتخترقه،
فيحكه حكاً شديداً، بل يصل به الأمر إلى استخدام الإبر أو
الدبابيس لإخراج هذه الحشرات من تحت جلده. ويدخل المدمن في
شعور بأنه مراقب وبأن جهات خارجية ترصد تحركاته وتعد عليه
خطواته. كما قد ينتاب المتعاطي ذا الميول الإجرامية ثورات
جنونية ربما تدفع به إلى ارتكاب أعمال لها سمة العنف.
كما أن المخدرات تسبب مشاكل صحية كثيرة، فأنواع عديدة
منها تخفف من الشعور بالجوع، وبالتالي لا يهتم المدمن
بغذائه، مما يجعله عرضة لكثير من الأمراض. وضعف مقاومة
الجسم للأمراض.
وتسبب بعض المخدرات الصداع المستمر، وأمراض مزمنة في
الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. ويؤدي
بعضها إلى إبطاء حركة التنفس، وتقليل معدل النبض القلبي،
وتليف بعض خلايا الكبد، وتقليل حركة المعدة مما يتسبب في
الإصابة بالإمساك المزمن. وبالنسبة للجهاز الهضمي قد تظهر
أعراض الإمساك تارة والإسهال تارة أخرى وذلك بسبب تأثر
الأغشية المخاطية للمعدة. ويؤدي بعضها إلى اضطراب في
النوم. وتحدث حالات شعور بالبرد والقشعريرة والإسهال
والعرق الغزير والأرق والإفرازات الدمعية والأنفية.
ومصائب أخرى لا حدود لها.
- الموت
خطر الموت من جراء المخدرات قائم. ويعتبره البعض مجرد
مسألة وقت، قد تطول وقد تقصر.
فالجرعة الزائدة من المخدرات قد تسبب في الوفاة. ومن
المعروف ان تداول المخدرات يتم بسرية، ولهذا لا احد يعرف
عن قوة المخدر، وكثيرا ما يقوم تجار المخدرات بخلط بضاعتهم
بمواد اخرى.
ولهذا خطر تناول جرعة اكبر من المخدرات يكون كبيرا. وهنا
يكون الموت.
كما إن عدد من المخدرات يؤدي إلى الانتحار، حيث الشعور
بالانحطاط والكآبة وغيرها من الإمراض النفسية، التي تقود
المدمن إلى أن ينهي حياته بيده.
فضلا عن أن بعض المخدرات تؤدي إلى الهلوسة، والتخيلات
المختلفة. وأحيانا يتهيأ متعاطي المخدرات أنه قادرا على
الطيران، فيقوم بالقفز من مكان مرتفع، أو يحسب نفسه قادراً
على إيقاف القطار فيقفز أمامه، وغير ذلك من الأمثلة، التي
يتحدث عنها شهود عيان.
بعض المخدرات يتم تعاطيها عن طريق الحقن، وغالبا ما
يتبادل المتعاطون نفس الحقنة لتخدير أنفسهم. وتشير الأبحاث
إلى انتقال الأمراض بين هؤلاء. ومن بين هذه الأمراض مرض
نقص المناعة الايدز، ومرض التهاب الكبد، وهي أمراض خطيرة
قاتلة.
المخدرات قيود
تؤدي المخدرات بمتعاطيها إلى فقدان أشياء كثيرة، وقد
يصبح التمتع بالحقوق الطبيعية أمرًا
غير متاح. ففي حالات كثيرة يفقد المدمن رخصة قيادة
السيارة، إذا ما ضبط وهو يقود سيارته تحت تأثير المخدرات.
ويصل الأمر أحيانا إلى المنع من السفر وفقدان جواز
السفر، خاصة في وقت النظر في القضية من طرف المحكمة.
|