الجريمة
المخدرات غالية الثمن. والثمن المادي الذي على المدمن
دفعه للمخدرات يتزايد باضطراد.
ومن يدخل إلى عالم المخدرات لا تكفيه نقوده الخاصة للإنفاق
عليها. فثمن المخدرات اكبر من المصروف الذي يتقاضاه
التلميذ من عائلته، و اكبر حتى من مرتب العائلة مهما كان
عاليا، ولو كان مرتب الأم والأب معا.
في بداية طريق الإدمان، يبدأ المتعاطي في إنفاق أمواله
الخاصة، ثم تبدأ مرحلة جديدة وهي اختفاء بعض الأشياء من
بيته، كأن يسرق بعض النقود من البيت، و إن لم يجد فيبدأ في
سرقة أي شيء تطوله يده: ذهب، ملابس، أجهزة كهربائية. مرحلة
اكتشاف السرقة من البيت لن تطول، فسرعان ما تكتشف العائلة
اختفاء حاجياتها، وما هي إلا فترة قصيرة حتى يتم اكتشاف
المجرم.
والشروع في السرقة لن يتوقف داخل البيت، وإنما هو بداية
إلى عالم الجريمة، حيث يصبح المدمن مستعدا لسرقة أي شيء،
من أي مكان، وفي أي زمان.
بالطبع هذا أيضا لن يستمر، وليس في كل مرة "تسلم الجرة".
وتكون النهاية الحتمية للسارق هي الوقوع في يد الشرطة،
ويقضي جزءً غالياً من حياته في السجن، بين المجرمين.
يستغل تجار المخدرات المدمنين عليها أبشع استغلال. فهم
يبيعونها للمدمن بأسعار غالية، ويطالبونه دائما بدفع الثمن
ولو بعمليات سرقة وسطو.
وإذا عجز المدمن عن توفير ثمن المخدرات، فيتم تسخيره في
ترويجها، أو يطلبون منه القيام بخدمات، تصل إلى تحويل
النساء إلى عالم الدعارة، ويحولهن إلى رقيق ابيض يباع
ويشترى.
|